قطر سابقت «الزمان» وکسبت «الرهان»

قبلَ 12 عامًا تقريبًا -بالتحديد عندما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «FIFA» عن فوز قطر بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم 2022- كان المتبقي على ترجمة هذا الحلم على أرض الواقع فترة طويلة وأعوام عديدة.

قطر سابقت «الزمان» وکسبت «الرهان»

ومع مرور الأيام وتوالي الشهور وتعاقب الأعوام، أصبح الحلم يقترب أكثر وبشكل تدريجي للدرجة التي جعلتنا نقطع المشوار كاملًا -نحو انطلاقة هذا الحدث العالمي الأكبر والأشهر في عالم كرة القدم- قبل عام كامل من هذا الحدث.

وإذا كان العد التنازلي لتنظيم هذا الحدث بدأ بالفعل في اليوم التالي لإعلان الفيفا عن تنظيم قطر لهذا الحدث، فإننا عَبَرنا أكثر من عد تنازلي، حتى وصلنا الآن إلى عد تنازلي جديد يؤكد أنه لم يعد أمامنا سوى 100 يوم فقط قبل هذا الحدث.

وفي طريقها لتنظيم هذا الحدث، أكدت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الجهة المسؤولة عن مشاريع البنية التحتية لكأس العالم FIFA قطر 2022™، استكمال أعمال البناء في الاستادات الثمانية المستضيفة لمنافسات النسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط.

وجاء هذا الإعلان ب «العمل» وليس ب «الكلام» بعد أن شاهدنا بالأمس القريب مباراة رسمية من العيار الثقيل على استاد لوسيل، أضخم استادات مونديال 2022، الذي شهد ديربي الدوحة بين العربي والريان في الجولة الثانية لدوري نجوم QNB، وهو نفس الملعب الذي سيشهد المباراة النهائية في البطولة العالمية المرتقبة.

وبذلك تسبقُ قطر الزمن وتدخل التاريخ من أوسع أبوابه محققة بذلك نجاحًا غير مسبوق، إذ شيَّدت 7 استادات خاصة بالكامل لاستضافة منافسات المونديال، في حين شهد استاد خليفة الدولي أعمال تطوير شاملة.

خليفة.. عراقةٌ وأصالة

يعدُّ استاد خليفة الدولي، الذي يتسع ل 40 ألف مشجع، أوَّلَ استادات المونديال جاهزية. وهذا الصرح الرياضي هو الاستاد الوطني للدولة، ومهد الرياضة في قطر، ويتمتع منذ افتتاحه أوَّل مرة عام 1976 بتاريخ حافل في استضافة العديد من الأحداث والبطولات الرياضية في قطر. ويتمتع استادُ خليفة بعراقة الماضي باعتبار أنه شهد العديد من التحديات الكبرى عبر العقود الماضية، كما أنه يحظى بأصالة الحاضر؛ لأنه بات تحفة رياضية يشار لها بالبنان بين الملاعب التي تتميز بأحدث التقنيات. واستعدادًا لمونديال 2022، خضع استاد خليفة الدولي لأعمال تطوير واسعة ليصبح أول الاستادات الثمانية جاهزيَّة لاستضافة البطولة. وتمَّ الإعلان عن جاهزية الاستاد في مايو 2017 عند استضافته نهائي النسخة الخامسة والأربعين من بطولة كأس الأمير. ويستضيف الاستاد 8 مباريات، منها مباراة تحديد المركز الثالث.

لوسيل.. عملاقٌ يعكس طابع المدينة

يعتبرُ استادُ لوسيل أكبر استادات مونديال 2022 من حيث الطاقة الاستيعابيَّة. وقد استُوحي تصميم هذا الاستاد الاستثنائي، الذي يتسع ل 80 ألف مشجع، من تداخل الضوء والظل الذي يميِّز الفنار العربي التقليدي أو الفانوس، كما يعكس هيكله وواجهته النقوشَ بالغة الدقة على أوعية الطعام، والأواني، وغيرها من القطع الفنية التي وجدت في أرجاء العالم العربي والإسلامي خلال فترة نهوض الحضارة في المنطقة. يمتاز استاد لوسيل، الذي تحتضنه مدينة لوسيل العصرية، بتصميم مستقبلي يعكس طابع المدينة، وقد أشرفت شركة فوستر + بارتنرز على تصميم هذا الصرح الرياضي الضخم. ويستضيف الملعب 10 مباريات في المونديال، بما في ذلك نهائي البطولة.

الجنوب.. صرحٌ عملاق

يعدُّ هذا الاستادُ أولَ استادات قطر 2022 الذي يجري تشييدُه بالكامل، وثانيها جاهزية بعد استاد خليفة الدولي، وكُشف النقاب عن الاستاد في 2019 تزامنًا مع استضافته نهائيَّ كأس الأمير.

يعودُ الفضل في التصميم الفريد الذي يتميز به استاد الجنوب والمستوحى من الطبيعة البحريَّة التي تتمتع بها مدينة الوكرة المحتضنة للاستاد إلى شركة إيكوم التي قدمت خدمات استشاري التصميم بالتعاون مع شركة «زها حديد» للتصميم المعماري. يتميزُ الاستاد بواجهتِه الخارجية المستوحاة من تموجات أشرعة المراكب التقليديَّة، ويستضيف سبع مبارياتٍ حتى دور الستة عشر من بطولة كأس العالم. تبلغ طاقة الاستاد 40 ألف مقعد.

المدينة التعليمية.. جوهرةُ الصحراء

أُعلنَ عن جاهزيةِ استادِ المدينة التعليميَّة في 15 يونيو 2020 من خلال فعالية رقميَّة، وذلك مُراعاة للتحديات التي فرضتها الجائحة العالمية «كوفيد- 19» واحتفت الفعالية بجهود الأطباء والأطقم الطبية العاملة في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة.

يقعُ استاد المدينة التعليمية -المعروف باسم جوهرة الصحراء- في قلب مؤسَّسة قطر.

يعدُ هذا الاستاد، الذي يتسع ل 40 ألف مشجع، أوَّل استادات قطر 2022 الحاصلة على شهادة من فئة الخمس نجوم في الاستدامة.

ويستضيفُ الاستادُ 8 مُباريات خلال مونديال قطر 2022 من مرحلة المجموعات وصولًا للدور ربع النهائي.

أحمد بن علي.. جمالٌ وروعة

جرَى تشييدُ استاد أحمد بن علي في موقع استادٍ قديمٍ كان يحمل نفس الاسم، وتتزين واجهتُه الخارجيةُ برموزٍ تُشير للترابط الأسري في المجتمع القطري، وأخرى تجسد جمال الحياة الصحراوية وطبيعة الحياة البرية فيها، وأشكالًا تعكس جوانب من التجارة الدولية التي تقف وراء النجاح الاقتصادي لقطر على مرِّ العقود. ويجمع كل هذه الأنماط والرموز درع يرمز للقوة والوحدة والولاء والانتماء. وتعكس المرافق المحيطة بالاستاد طبيعة الدولة، حيث تأخذ شكل الكثبان الرملية، في دلالة على الطابع الصحراوي الذي يطغى على غربي البلاد.

تمَّ الإعلان عن جاهزية الاستاد، الذي يتسع ل 40 ألف مشجع، في 18 ديسمبر 2020 عند استضافته نهائيَّ النسخة الثامنة والأربعين من كأس الأمير.

ويستضيف الاستاد 7 مباريات حتى الدور ال 16 خلال مونديال 2022.

الثمامة.. قَحفية بأنامل قطرية

جَرَى الإعلانُ عن جاهزيةِ استاد الثمامة، الذي يتسع ل 40 ألف مشجع، في 22 أكتوبر 2021 أثناء استضافته نهائيَّ كأس الأمير. أبدع المهندس القطري إبراهيم الجيدة في تصميم استاد الثمامة المستوحى من «القحفية» أو القُبعة التقليدية التي يرتديها غالبية الرجال والصبية في كافة أنحاء الوطن العربي. ويعد هذا الاستاد أوَّل استاد مونديالي جرى تصميمُه بأنامل قطرية.

حصل هذا الاستاد على جائزة أفضل تصميم استاد عن فئة «المرافق الرياضيَّة والاستادات تحت الإنشاء» وذلك خلال حفل توزيع جوائز النسخة السابعة عشرة من جائزة «إم آي بي آي إم» لمسابقة مشروعات الهندسة المعمارية المستقبلية، ليصبح بذلك أوَّل استاد كرة قدم في قطر يحصل على هذه الجائزة المرموقة. سيستضيف الاستاد 8 مباريات خلال المونديال من مرحلة المجموعات حتى الدور ربع النهائي.

البيت.. تصميمٌ فريد

يقعُ استادُ البيت في مدينة الخور. ويتميز هذا الصرح الرياضي بتصميم فريد يُجسد الثقافةَ العربية وتقاليدَها الأصيلة في أبهى صورها، إذ يُشبه شكل الاستاد بيت الشَّعر أو الخيمة التي سكنها العرب، وسكان منطقة الخليج العربي على مرِّ الأزمنة.

ولعل أبرز ما يميز استاد البيت، الذي يتسع ل 60 ألف مشجع، احتفاؤه بالأصالة والحداثة، فإضافة إلى تصميمه الفريد المستوحى من أحد أبرز رموز تاريخ الخليج والمنطقة العربية، رُوعي عند تصميم الاستاد تضمين أفضل التقنيات الحديثة التي تُسهم في إثراء تجربة المُشجِّعين واللاعبين وضمان خوضهم تجربة كُروية لا مثيل لها.

ويستضيف 9 مباريات في المونديال من دور المجموعات حتى نصف النهائي.

«974».. رمز ومفتاح النجاح

تعودُ تسميةُ استاد «974» بهذا الاسم إلى عددِ حاويات الشحن البحري المستخدمة في بنائِه، وإشارة إلى رمز الاتصال الدولي الخاص بدولة قطر.

يمتاز استاد «974» الذي كان يحمل اسم استاد رأس أبو عبود بتصميمه الفريد الذي أبدعته شركة «فينويك إريبارن أركيتكتس» باستخدام حاويات الشحن البحري معاييرَ جديدةً في فضاء استدامة البطولات والفعاليات الكُبرى.

استضاف هذا الاستاد، الذي يتسع ل 40 ألف مشجع، ستَّ مباريات خلال بطولة كأس العرب، بدأت بأول مباراة على أرضه والتي جمعت منتخبَي الإمارات وسوريا في 30 نوفمبر الماضي، أول أيام البطولة، بالإضافة إلى مباراة تحديد المركز الثالث.

ويستضيفُ الاستادُ 7 مباريات خلال المونديال من مرحلة المجموعات حتى دور الستة عشر.