الخارجیة الإیرانیة: مسألة القدس لم تعد اليوم مجرد مسألة إسلامية بل هي قضية عالمية وإنسانية

أصدرت وزارة الخارجية الايرانية بيانا بمناسبة يوم القدس العالمي، أكدت فيه أن إجراء استفتاء عام بمشاركة جميع سكان فلسطين الأصليين لا يزال مقترحا عمليا وديمقراطيا لتقرير مصير فلسطين ومستقبلها.

 الخارجیة الإیرانیة: مسألة القدس لم تعد اليوم مجرد مسألة إسلامية بل هي قضية عالمية وإنسانية

و فيما يلي نص البيان:

إن يوم القدس العالمي هو من إرث مفجّر الثورة الإسلامية الكبير ورمز للوحدة والوئام في العالم الإسلامي وللدفاع عن القضية الفلسطينية ودعم نضال الشعب الفلسطيني المظلوم والمضطهد ضد الاحتلال الصهيوني. وهو يوم قد تحول بفضل أحرار العالم إلى منعطف تاريخي في مسار النضال من أجل الحرية والعدالة ضد نظام الأبارتايد الصهيوني ورعاته. 

اليوم، يلفت هذا الحدث العظيم في تقويم العالم الإسلامي الانتباه في أرجاء العالم وأصبح ميعاداً لجميع طلاب الحق لمواجهة كيان الاحتلال الغاصب ونظام الأبارتايد الصهيوني  وإعلان البراءة منه. مسألة القدس لم تعد اليوم مجرد مسألة إسلامية بل هي قضية عالمية وإنسانية تمثل معياراً للحرية؛ بحيث اعتبر القائد الحكيم للثورة الإسلامية أن "الدفاع عن فلسطين اليوم دفاع عن الحقيقة؛ حقيقة أوسع بكثير من فلسطين. الكفاح ضد الكيان الصهيوني اليوم كفاح ضد الاستكبار، وكفاح ضد نظام الهيمنة".

نحيي يوم القدس هذا العالم في حين أن جرائم الكيان الصهيوني في المسجد الأقصى واعتداءاته على قدسية قبلة المسلمين الأولى في الأيام الأخيرة قد أوجعت قلوب المسلمين ولقيت إدانات الدول الإسلامية. سعى الكيان الصهيوني المصطنع من خلال مؤامرات مختلفة في السنوات الماضية إلى إيداع القضية الفلسطينية غياهب النسيان، غير أنه بفضل جهود المطالبين بالعدالة في العالم نشأت صحوة عالمية حول طبيعة الكيان الصهيوني فأثارت موجة تنديد عالمي بعنصرية هذا الكيان بصفته كيان فصل عنصري. إذن ورغم أن خيانة بعض الدول العربية والإسلامية بحق القضية الفلسطينية وتطبيعها العلاقات مع الكيان الصهيوني كانت بمثابة غرس خنجر في ظهر الشعب الفلسطيني المقاوم لكنها لم تستطع إزاحة القضية الفلسطينية من جدول أعمال العالم الإسلامي باعتبارها قضيته الأولى.

لجأ الكيان الصهيوني المنحوس منذ تأسيسه إلى أساليب متنوعة  لقمع الشعب الفلسطيني ونهبه ولم يرتدع عن ارتكاب أي جريمة. فقام هذا الكيان الإرهابي بتهجير ملايين الفلسطينيين وإحلال المستوطنين الصهاينة مكانهم بل ولا يسمح لأولئك لمهجَّرين بالعودة إلى موطنهم. وأصبحت ممارسة القتل والاعتقال التعسفي والتعذيب وانتهاك الحرمة بحق الفلسطينيين إلى سلوك يومي لعناصر الكيان الصهيوني وتُرتكب كل هذه الجرائم في ظل عدم قيام الدول الغربية والمنظمات الدولية المتشدقة بحقوق الإنسان بأي خطوة جادة لمنع ذلك. إذن وإلى جانب التأكيد على الحق القانوني للشعب الفلسطيني في المقاومة المشروعة، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن هذه الجرائم تضع مسؤولية إضافية على عاتق كل فرد من المسلمين والأحرار في العالم لكي يهبوا بصرخاتهم إلى نجدة الشعب الفلسطيني المظلوم.

إن وزارة الشؤون الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إذ تحيي ذكرى شهداء سبيل فلسطين ونهج المقاومة - خاصة لواء إيران والإسلام الشامخ الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني - وتؤكد على استمرار السياسة المبدئية المتمثلة في دعم النضال التحريري للشعب الفلسطيني والكفاح ضد الصهاينة المحتلين المجرمين وتشدد على الضرورة الحتمية لتأسيس دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، تعلن أن إجراء استفتاء عام بمشاركة جميع سكان فلسطين الأصليين لا يزال مقترحاً عملياً وديمقراطياً لتقرير مصير فلسطين ومستقبله.

وتلبية للدعوة التاريخية التي أطلقها الإمام خميني (رحمة الله عليه)، تدعو وزارة الشؤون الخارجية شعوب العالم كلها - خاصة الشعب الإيراني الشريف والثوري والمناصر للحق – إلى المشاركة في فعاليات إحياء يوم القدس العالمي وتطالب جميع المسلمين والدول الإسلامية وأحرار العالم بممارسة الضغط على الدول والمنظمات الرسمية والحقوقية الدولية لدفعها إلى القيام بواجبها القانوني والإنساني للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ووضع حد للاحتلال والجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني وأعماله العدائية والمسببة للتوتر في المنطقة، داعية أياهم إلى الثبات والصمود على هذا الصراط المستقيم حتى تحرير القدس الشريف.

آملين أن تتحقق أمنية الشعوب المسلمة للصلاة في المسجد الأقصى في المستقبل القريب وأن يتم - بعودة جميع اللاجئين إلى وطنهم الأم ومشاركتهم في تقرير مصير فلسطين - الإعلان عن زوال الكيان الصهيوني اللقيط لكي ينعم الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال.