الفردوسي .. "هومیروس ایران" شاعر إیراني ذو صیت عالمي

يصادف اليوم ( 15أيار/ مايو 2022)، مرور ألف ومائة وثلاث عشر (1113) عامًا من ولادة أحد أعلام الشعر الفارسي و هو الفردوسي، حيث سمي هذا اليوم في التقويم الإيراني، بيوم اللغة الفارسية وتكريم الفردوسي.

الفردوسي .. "هومیروس ایران" شاعر إیراني ذو صیت عالمي

سمّي تاريخ ميلاده بـــ"يوم اللغة الفارسية". أنجز على مدار 30 عاماً من حياته كتابه "الشاهنامة" الذي يعد علامة فارقة في الأدب العالمي.

وبما ان الشعر والأدب يشكلان جزءًا مهما من الثقافة الفارسية القديمة وهما من خصائص الثقافة الإيرانية ظهر في هذا المجال العديد من الشعراء البارزين الذين يعتبرون فخرا للتاريخ و الأدب الإيراني.

وقد ولد أبو القاسم الفردوسي الطوسي عام 329 هـ ق في منطقة طوس في خراسان شمال شرق إيران، وتوفي عام 416 هـ ق.

ويصف العديد من الأدباء والباحثين في مجال الادب، الفردوسي الذي ذاع صيته عالميا بانه هوميروس ايران (الشاعر الملحمي الاغريقي الكبير).

وتمكن الفردوسي وهو أكبر شاعر ملحمي فارسي بفضل رائعته الشاهنامه( كتاب الملوك) من اتخاذ خطوة مهمة في الحفاظ علي الثقافة والأدب الفارسي ووقف الشاعر حياته لإحياء اللغة الفارسية وحاول بكل قوة ان يترك اثرا خالدا في الثقافة الايرانية العريقة.

وتعتبر رائعة فردوسي ديوان 'الشاهنامه' الذي يشمل ستين الف بيتا أحد أكبر وأبرز الدواوين الملحمية في العالم، وهو نتيجة لجهود الشاعر لمدة لا تقل عن ثلاثين عامًا. هذه الرائعة الأدبية تصور الأساطير والتاريخ الإيراني منذ البداية وخلال اربع سلالات من ملوك الفرس وهم البشدادية والكيانيون والأشقانيون والساسانيون.

أما على صعيد الصياغة الفنية، فنذكِّر بما كتبه المستشرق الألماني "نويلدكه" عنها: "إن الفردوسي شاعر مطبوع يستولي على فكر القارئ ويحيي القصة التافهة بانطلاق الممثّلين، بل كثيراً ما تختفي الأفعال في جلال الأقوال. وهو يفصّل الحادث المجمل تفصيلاً حسناً، ويخلق حادثات صغيرة أحياناً ليكمّل الوصف، وهو بصير بإحياء الأبطال، وأحياناً يخلقهم على غير ما صوّرتهم الأساطير، وما أقدره على بيان ما وراء أفعال الأبطال من أسباب وأفكار.  وصفُهُ النفساني رائع، ونغمة البطولة مسموعة في الكتاب كله، وعظمته وأبّهته وفرحه وترحه وجهاده مصوّرة في أسلوب عجيب، حتى ليسمع القارئ صليل السيوف وضوضاء المحافل. مشاهد الحرب تلقى القارئ في كل فصل، ولكن هناك ميادين للحب والعواطف اللطيفة أيضاً. هناك قصص غرامية رائعة. والشاعر في هذا - بل في الكتاب كله - يمتلك القارئ بسهولة الوصف".

ويؤكّد نُقّاد الأدب أن الشاعر الألماني هنري هافیه والفرنسي فیكتور هوغو تأثّرا بالشاهنامة، وأثنى الشاعر الألماني غوته علیها، بينما قام الشاعر والكاتب الفرنسي لامارتین بشرح قصّة رستم، إحدى قصص الشاهنامة.

وقال المستشرق الإنكلیزي كوویل في الشاهنامة: "ذكر أغوست إمبراطور روما أنه عندما استلم روما كانت كلها من الآجر، وعندما سلّمها كانت من المرمر. الفردوسي كذلك وجد بلده تقریباً من دون أدب فسلّم إلیه الشاهنامة التي لم یستطع الأدباء من بعده سوى تقلیدها، من دون أن یتفوّق أحد علیها. إنها ملحمة بإمكانها أن تنافس كل أثر، ولا نظیر في آسیا بأسرها مثلما هي حال ملاحم هومیرس في أوروبا".

أما"رضا قلي خان هدایت" فیقول فیها: "إنها رسالة عظیمة وبحر زاخر باللآلئ، ویندر أن نجد كتاباً منظوماً بهذا الأسلوب والإتّساق، ولیس لشعراء فارس كتاب كشاهنامة الفردوسي ومثنوي المولوي".

فیما یقول البروفسور رستم علیوف: "الشاهنامة موسوعة تتحدّث عن ثقافة الشعب الإیراني وعلمه وفنّه وتاریخه القدیم، ونحن بحاجه إلى سنوات مدیدة من البحث والدراسة حتى یمكن فَهْم وإدراك عمق الكتاب الكبیر".

وتقع مقبرة الفردوسي علي بعد 28 كم غرب قرية باج، مسقط رأس الفردوسي، وقد تم إدراجه في المعالم الوطنية الإيرانية منذ 1 نيسان/أبريل 1962 وهو مكان يجذب العديد من محبي الثقافة واللغة الفارسية.

وتم بناء متحف ومكتبة بجانب مقبرة الفردوسي.